مقالات واراء

جريدة العالم الحر : حادث رشيد  حدث جلل… يستدعى الحزن… والبكاء… والألم…

احجز مساحتك الاعلانية

يكتبها : طارق امين

حادث رشيد : حدث جلل… يستدعى الحزن… والبكاء… والألم… ويستدعى المناقشة … والمحاسبة… والمحاكمة.

 ما يقرب من مائتى روح تضيع فى لحظات … دون أن يحرك هذا ساكنا لدى المسئولين… اللهم إلا سيد المحسوكين… أمير السهوكة… وجه البومة الشؤم… قائلاً…

بعد أيام من الصمت المخزى… (بلدكم أولى بيكم) …
لو أن عدداً مثل هذا من الكتاكيت مات فى دولة محترمة لاتخذت إجراءات اكثر وضوحاً وجرأة مما اتخذه هذا نظام…
وبعيداً عن إعلام التضليل والتطبيل…

وعن تصريحات بعض الخراتيت فى مواقع السلطة والمسئولية… ترى على صفحات التواصل الاجتماعى حالة من الأحادية المفرطة فى تفسير الموقف…
فعلى جانب تجد اتهام الضحايا وأهاليهم بالطمع والغيرة ممن سبقوا الى الجانب الآخر من البحر… وأنه ليس هناك من سبب يدعو للهجرة اصلاً … حتى ولو شرعية… والمعايرة بما حققه السوريون فى مصر…
وعلى جانب آخر تجد من يصور الضحايا على أنهم بالكلية معدمين … بؤساء… تساوت عندهم الحياة فى مصر… مع الموت فى عرض البحر…


أقول وأكرر … من أجل الموضوعية والانصاف… مثل هذه الظواهر الكارثية لا يمكن أبداً تفسيرها أو إسنادها لسبب واحد…
وظاهرة الهجرة غير الشرعية … نموذج واضح على تكاتف العديد من الاسباب للوصول بها الى هذا المستوى الكارثى…
اذا كان هناك من يجب محاكمته بتهمة نشر التشاؤم … فهو رأس النظام… الذى بدأ اسطوانة التشاؤم مبكراً جداً حين صرخ فى أكثر من مرة (مفيش… معاييش… ها تأكلوا مصر ولا ايه) وانساق وراءه الدراويش والخرفان الجدد.. مرددين نفس الاسطوانات.. فضاقت السبل فى أعين الشباب.. وصار حلمهم الأكبر هو مغادرة البلد… سواء بعقد عمل.. أو هجرة… شرعية أو غير شرعية…

ويستوى فى ذلك حتى أبناء الأسر الميسورة حالاً (لا أتحدث عن الأسر النافذة) … فلم أجلس مع شاب خلال العامين الأخيرين إلا وكان حلمه أن يترك مصر… حتى صارت مقولات مثل (أن طريق السعادة فى مصر هو طريق المطار) و (احنا ميتين وبنتحاسب فى مصر) شعارات يتداولها الشباب…


اذا كان هناك من يجب محاكمته بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية … فهو سلطات الأمن التى عرفت بأمر 15 رجلاً يتآمرون لنشر التشاؤم ولم تعرف بخبر 400 أو 500 شاب يرتبون للهجرة على مركب متهالك… وما يصاحب تلك الترتيبات من مقابلات وأقاويل .. وبيع وشراء وتداول أموال… فإذا كانت هذه السلطات بما لديها من جيوش مخبرين ومرشدين لم تعرف فتلك مصيبة… واذا عرفت ولم تحرك ساكناً فالمصيبة أعظم…
الطمع موجود وقائم… وأعرف حالات كثيرة منه..

.
واليأس موجود وقائم ولا تخطأه عين …
فشل كل مشاريع النظام القائم… وخطط الإصلاح التى لا تجد سوى الفقراء لتقوم على أكتافهم وتمتص دمائهم… أغلق الأبواب فى أعين الشباب..

.
وفى النهاية … (بلدكم أولى بيكم)… وكأنه يقول لهم … احنا ها نقتلكم بمعرفتنا… ما تحرموش البلد من الفرصة دى…
حسبنا الله ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى